مقالات

السودان وأهداف التنمية المستدامة

د. عزيزة

د. عزيزة سليمان علي

التنمية المستدامة بمفاهيمها واستراتيجياتها المختلفة من القضايا المهمة التي شارك فيها السودان في المؤتمرات الدولية والإقليمية. العالم انتقل في السبعينيات والثمانينيات إلى إنشاء مفهوم التنمية على كل المستويات، بعد أن كان المفهوم السائد في تلك الفترة هو النمو وليس التنمية.

إن المؤتمر الذي نظمته الأمم المتحدة في عام 2015، كان عاماً فاصلاً في تدشين أجندة التنمية المستدامة عالميا، فبعد أن كانت أجندة الدول النامية منفصلة عن أجندة الدول المتقدمة، باتت الأجندة العالمية التي تنطوي على 17 هدفاً، خاصة بكل الدول على حد سواء. الدستور السوداني ألم يشمل مفهوم التنمية المستدامة وهو أمر يدل على عدم اهتمام الدولة بالتنمية، ومدى مواكبتها للمفاهيم الهامة عالمياً.

وضعت أهداف التنمية المستدامة كأهداف تتعلق بمستقبل التنمية العالمية، وقد وضعتها الأمم المتحدة وروجت لها كأهداف عالمية للتنمية المستدامة. وقد استبدلت الأهداف الإنمائية للألفية والتي تنتهي بنهاية عام 2015، وتستمر أهداف التنمية المستدامة من 2015 إلى 2030.

إن تحديد مجموعة موحدة من أهداف التنمية المستدامة أمر فيه الكثير من التحدِي، وخاصة بوجود تعارض بين الأهداف الفردية، مثل توفير الطاقة، ومواجهة تغيُّر المناخ. تتطلب التنمية المستدامة تحسين ظروف المعيشة للجميع دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية إلى ما يتجاوز قدرة كوكب الأرض على التحمل. وتجرى التنمية المستدامة في ثلاثة مجالات رئيسية هي النمو الاقتصادي، وحفظ الموارد الطبيعية والبيئة، والتنمية الاجتماعية.

للعمل على أهداف التنمية المستدامة لأجل الناس ولأجل الكوكب، اتخذت مجموعة العشرين وغيرها من الدول، خطوات كبيرة لحشد تريليونات الدولارات من رأس المال العام والخاص، وذلك لجعل التنمية المستدامة والعمل المناخي حقيقة واقعة، وفقاً لبحث جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة.

السودان ما يزال متخلفاً عن ركب أهداف التنمية المستدامة، على الرغم من إحراز بعض التقدم حيث لا تزال أقل البلدان نمواً في العالم متخلفة عن مسار تنفيذ الجدول الزمني للتنمية المستدامة, هذا بحسب وكيلة الأمين العام
والممثلة السامية لأقل البلدان نمواً.

تسعى كل الدول للتطور والنمو وتحقيق التنمية المستدامة التي تلبي احتياجات أجيال الحاضر دون التأثير سلباً على قدرة أجيال المستقبل لتحقيق احتياجاتهم. والغاية الأساسية هي القضاء على البطالة الفقر والاعتداء على المال العام وتحقيق نموٍ عال، ومن ثم تحقيق حياة صحية ومنتجة وآمنة وعادلة لأجيال الحاضر مع تأمين حياة مماثلة لأجيال المستقبل. تتضمن الاحتياجات الأساسية للإنسان الغذاء المادي والروحي والكساء والسكن والصحة والتعليم والعدالة والأمن والترفيه.

على الدولة مراجعة الاستراتيجيات الوطنية بما يتفق مع أهداف التنمية المُستدامة 2030 في الحياة وسبل عيش مزدهرة,الأمن الغذائي المستدام، الأمن المائي المستدام, الطاقة العالمية النظيفة، النظم الإيكولوجية الصحية والمنتجة.

يمكن لأهداف التنمية المستدامة أن تعالج هذه المخاطر، عن طريق تنسيق العمل على الصعيد الدَّوْليّ. لقد أظهرت الأهداف الإنمائية للألفية أن اتباع نهج تحديد الأهداف يرفع من درجة الدعم وقنوات التمويل العامّ والسياسي على نحو فعّال لمواجهة الأزمات العالمية الملحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى