مقالات

تأمُّلات كمال الهِدَيْ.. عندما ينصحهم الناجي..!

  • عندما ينصح (كوز) كامل الدسم مثل الناجي حكومة الثورة وإحدى وزاراتها فنحن أمام مأساة حقيقية.
  • وعندما يكون هذا النصح عبر قناة فضائية يتابعها من فقدوا فلذات أكبادهم من أجل هذا التغيير المنقوص فنحن نعيش كارثة حقيقية.
  • صُعقت حقيقة حين أرسل لي أحد أصدقائي مقطع فيديو يناقش حال المدارس في هذا الوطن المنكوب.
  • وأكثر ما روعني مما ينتظر هذا الوطن مشهد مُقدمة البرنامج التي بدت في كامل هدوئها في وجود ضيفيها الناجي والدكتورة سارة أبو.
  • مثل هذه المشاهد المفزعة قد تمر مرور الكرام على البعض لكنها تستوقف بعضنا أيضاً.
  • فهي ليست مشاهد عادية لكونها تستهدف ترويض هذا الشعب الذي قدم واحدة من أعظم ثورات العالم.
  • منذ أول أسابيع فيصل محمد صالح في وزارة الإعلام ظللنا نعيد ونكرر الكتابة حول ضرورة (فكفكة) إعلامنا من الكيزان وأزلامهم وبعض الـ(floaters) أمثال دكتورة سارة أبو (الما عندها قشة مرة).
  • لكن وضح لنا بعد ذلك أننا نبدو كمن يؤذنون في مالطا.
  • فحكامنا ببرهانهم وحمدوكهم يعرفون تماماً ما يريدون الوصول له، والشعب الثائر مستمر في تخدير نفسه بعبارات من شاكلة (ثورتنا لازم تستمر).
  • نعم ثورتنا لازم تستمر لأننا فقدنا لأجلها خيرة شباب البلد.
  • لكن كيف لها أن تستمر عملياً ونحن نمتص الصدمات الواحدة تلو الأخرى إلى أن وصلنا مرحلة أن يُستضاف الناجي برفقة دكتور سارة لكي ينصحان حكومة حمدوك الخانعة بما هو ضد ما خرج من أجله الشعب الثائر، وفي حضور مذيعة يبدو واضحاً أنها لم تستفد من الدروس التي قدمها عباس فرح ورفاقة الكواسر (تقبل الله شهادتهم وعوضهم عن  شبابهم بفسيح الجنان).
  • فلو أن المذيعة تعلمت درساً واحداً مما قدمه أولئك البواسل لما جلست وهي في كامل هندامها لمحاورة  هكذا شخصيات حتى وإن فرضها مدير القناة (الكوز) على المشاهدين.
  • كثر علينا الوجع وتوالت الصدمات، وبهذه الوتيرة لن يبقى من ثورة ديسمبر العظيمة سوى ذكرى أولئك الشهداء الأبطال العطرة.
  • والمصيبة الأكبر أن نصائح الناجي وسارة بدت مثل كلام الطير في الباقير.
  • إذ كيف يتوقعان من أولياء الأمور دعم مدارس الحكومة بالمال، ولماذا تُسمى الحكومة حكومة ما دامت تنظر لجيوب أفراد شعبها في وجود ثروات وموارد تُهرب أمام أعين أفراد هذا الشعب كل يوم ليستفيد منها الآخرون وسادة حكامنا في هذا الزمن الأغبر!
  • ولماذا ثار الشعب أصلاً إذا كان سيستمر في تلقي أبسط حقوقه نظير المال!!
  • المال مقابل الصحة والتعليم هو بالضبط ما كان يفعله نظام الناجي البغيض.
  • وهو ما يريد البرهان والكباشي الاستمرار فيه بموافقة دكتور حمدوك الذي أكسب الكيزان الزمن الكافي لعملية إعادة التدوير وبعضنا ما زالوا يتعشمون خيراً في (المؤسس) المفترض.
  • حين نصل مرحلة أن يناصح حكومة الثورة الكيزان فهذا أوضح مؤشر على أننا بلغنا الحضيض.
  • والمزيد من الصبر وانتظار السراب معناه اكتمال المخطط التآمري القبيح وتفتيت الوطن وفقدان أبسط مقومات الحياة.
  • فهل سنكمل ثورتنا فعلاً لا قولاً أم سننتظر الهلاك!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى