د. رجاء شوكت تكتب .. الصدمة !!
رغم إعلان الحكومة في وقت سابق عن اتجاهها لإلغاء الدعم عن الوقود ، وحديث حمدوك في بداية يونيو بأنه طالب بإرجاء تنفيذ القرار إلى ما بعد الثالث من يونيو إلا أن منشور وزارة المالية بالقرار جاء صادما الشارع السوداني الذي لم يكن متوقعا أن تأتيه الزيادات دفعة واحدة تزيد من معاناته .. حسب حديث الاقتصاديين والمسؤولين أن رفع الدعم عن السلع هو الحل الأوحد في الخروج من الأزمة الاقتصادية وإزالة التشوهات النقدية والمالية والاقتصادية ، بيد أن هذه الخطوة بالشكل الآحادي ضربتها موجعة ، وآثارها كارثية وربما قد تقود إلى ما لا يحمد عقباه ، ففي عشية تنفيذ القرار خرج مئات المواطنين في العاصمة الخرطوم واغلقوا الشوارع الرئيسية والفرعية بالتروس ، وفي غمرة الهيجان تسللت مجموعات متفلتة إلى جموع المحتجين وارتكبوا عمليات إرهاب واسعة النطاق بتهديد المواطنين ، ونهبهم وتحطيم سياراتهم ، قبل إعلان الشرطة بالنزول إلى الشارع لردع المتفلتين ، عموما (حدث ما حدث ) والسبب القرار الصدمة ، وبدلا من العودة إلى الخلف واهدار الزمن في الجدل حول جدوى هذا الإجراء من عدمه ينبغي على الحكومة والمؤسسات القانونية والاقتصادية ، باتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف حدة الصدمة وتبعات القرار المؤلم .
أولى هذه الخطوات ينبغي صناعة آلية قوية لردع تفلت السوق والخدمات ، بجهاز رقابة مع قوة نظامية تنفذ إزالة المخالفات على وجه السرعة .
تفعيل عملية مكافحة تهريب السلع والذهب والوقود ، وضرب المضاربين في الجازولين والبنزين بيد من الحديد .
سن قوانين رادعة بشكل عاجل لكل من تسول له نفسه بتخريب الاقتصاد وخلق الندرة لأي سبب سواء كان سياسي أو مجموعات مصالح متضررة من الإجراءات الحكومية ضد التمكين وإزالة الفساد .
والأهم أن تتعامل الحكومة مع الشارع بكل شفافية ، والافصاح عن خططها دون مواربة ، لقطع الطريق أمام الشائعات وكتائب الظل الالكتروني.