أعمدة رأي

*دور المجتمع المدني في الشيخوخة*

شهدت السنوات الأخيرة استخداماً واسعاً لمصطلح المجتمع المدني، حيث أعدت البحوث، وعقدت المؤتمرات، وأقيمت السمنارات والحلقات النقاشية للتعريف بالمجتمع المدني والدور الذي يمكن أن تلعبه منظماته في سياسات الدول، وفي التحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان وحماية البيئة وغير ذلك.
المجتمع المدني عبارة عن مجموعة التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجالس العام بين الأسرة والدولة لتحقيق مصالح، أفرادها ملتزمة في ذلك بقيم ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح والإدارة السلمية للتنوع والخلاف.
يقصد بالمجتمع المدني، التنظيم الاجتماعي عادة، الأجزاء المنظمة من المجتمع العام. والتنظيم هو الفرق بين المجتمع المدني والمجتمع عموماً.
المجتمع المدني هو مجتمع مستقل إلى حد كبير عن إشراف الدولة المباشر، فهو يتميز بالاستقلالية والتنظيم التلقائي وروح المبادرة الفردية والجماعية، والعمل التطوعي، والحماسة من أجل خدمة المصلحة العامة، والدفاع عن حقوق الفئات الضعيفة، ورغم أنه يعلى من شأن الفرد إلا أنه ليس مجتمع الفردية بل على العكس مجتمع التضامن عبر شبكة واسعة من المؤسسات .
ان منظمات المجتمع المدني تشمل تنظيمات المجتمع غير الحكومية من أحزاب ونقابات واتحادات وأندية وروابط وخلافه. علي الرغم من أن بعض المنظرين يستبعد الأحزاب السياسية من قائمة منظمات المجتمع المدني، لكن البعض يري انه لا يمكن إقصاء الأحزاب السياسية من هذا الإطار في العالم الثالث والدول غير الديمقراطية لان هناك فرق كبير بين المجتمع المدني كمفهوم بعد تأسيس الديمقراطية كنظام حكم، والمجتمع المدني كمفهوم في مرحلة ما قبل تأسيس الديمقراطية.
يشير مصطلح منظمات المجتمع المدني إلى مجموعة عريضة من المنظمات، ويتكون المجتمع المدني من الهيئات التي تسمى فى علم الاجتماع بالمؤسسات الثانوية مثل الجمعيات الأهلية والنقابات العمالية والمهنية وشركات الأعمال والغرف التجارية والصناعية وما شابهها من المؤسسات التطوعية.
ان رعاية المسنين الاجتماعية مرتبطة بعلم الاجتماع السياسي بالمجتمع المدني,علم الاجتماع السياسي يدرس العلاقة بين السياسة والواقع الاجتماعي الذي يعتبر الحاوي للأحداث السياسية وتأثير الأحداث السياسية على البنية الاجتماعية والعكس، فمثلا عند دراسة ظاهرة المسنين يدرس علم الاجتماع السياسي تأثير ذلك على المجتمع، كما يدرس أيضا تأثير البنية الاجتماعية للمسنين على السياسة فمثلا زيادة اعداد المسنين (الظاهرة الاجتماعية) وبين وضع سياسات الدولة في رعايتهم (الظاهرة السياسية).
يواجه المجتمع السوداني كثيرا من المشاكل والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والبيئية عجزت الحكومات والسلطات عن إيجاد الحلول الناجعة لتطويقها والحد منها وتجاوزها بعد ذلك، مما جعل الأمم المتحدة تعد السودان ضمن العالم الثالث أو من الدول السائرة في النمو، لكونها لم تحقق مؤشرات التنمية البشرية المطلوبة التي تتحدد في ثلاثة معايير أساسية متكاملة ومترابطة فيما بينها وهي: الدخل الفردي السنوي، والرعاية الصحية، والتعليم المتطور المنتج. وهناك من يضيف معايير إنسانية أخرى إلى هذه المعايير كاحترام حقوق الإنسان وإرساء دولة الحق والقانون وتكريس ثقافة المواطنة الصالحة.بيد أن الحكومات بمفردها لن تستطيع أبدا أن تحل جميع المشاكل والأزمات التي تحول دون تحقيق نهضتها الحقيقية وازدهارها الشامل وتقدمها الفعال، فلابد من مساعدة المجتمع المدني بجميع مكوناته من تحمل مسؤولية المشاركة والمساهمة في بناء المجتمع البشري والإنساني وتكثيف الجهود لتنمية الوطن والأمة قصد اللحاق بركب الدول المتقدمة.
للمسنين داخل المجتمع المدني دور محوري في عملية التنمية بصفة عامة و التنمية البيئية بصفة خاصة، بل إن تلك الأهمية تعاظمت في العقود الأخيرة نتيجة للمتغيرات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية، و تتجسد أهمية منظمات رعاية المسنين في المساهمة في التنمية المستدامة إسهاما حقيقيا إذا نجحت في بناء الوعي التنموي واستقراره وتوظيفه من خلال مشاركة حقيقة وفاعلة في العملية التنموية لصالح كبار السن .
مؤسسات المسؤولية الاجتماعية يجب ان يكون لها التزام للمنظمات التي ترعى المسنين تساهم في التنمية المستدامة وفي نفس الوقت تحسين جودة حياة المسنين وعائلاتهم والمجتمع المحلي …المبادرات الطوعية التي تتخذها الشركات بجانب التزاماتها القانونية هي المواطنة المؤسسية هي الالتزام بالسلوكيات الأخلاقية في استراتيجية الشركات وعملياتها وثقافتها..
المسؤولية الاجتماعية تضع ميثاق الأخلاق والسلوك والذي هومجموعة من القوانين والمبادئ التي تحدد السلوكيات المقبولة وغير المقبولة لموظفي وعملاء الشركة .فالمسؤولية الاجتماعية هي نظرية أخلاقية بأن أي كيان، سواء كان منظمة أو فرد، يقع على عاتقه العمل لمصلحة المجتمع ككل. المسؤولية الاجتماعية هي أمر يجب على كل منظمة أو فرد القيام به للحفاظ على التوازن ما بين الاقتصاد و النظام البيئ.
مبادرات المجتمع المدني ورعاية المسنين لها
ان تنشىء عددا من الأندية النهارية لرعاية وتأهيل المسنين خلال الفترة النهارية في مختلف ولايات السودان ، مع توفير مختلف أوجه الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية والترفيهية وتطوير برامج التأهيل المناسبة والخدمات المناسبة لكبار السن، والاستفادة من خبراتهم وقدراتهم والعمل على إدماجهم في المجتمع. ويمكن ان تستغل كمشاريع تساهم في التنمية الاجتماعية المستدامة.
هناك تكتلات سودانية عربية عالمية عليها الاهتمام بقضايا المسنين مثل:
كونفدرالية منظمات المجتمع المدني السودانية.فالكونفدرالية جسم قانوني اسس وفق قانون تنظيم العمل الطوعي والإنساني لعام 2006. ان الكونفدرالية ما تكوّنت إلا لمواجهة التعقيدات والمعوقات التي تعتري عمل المــنظمات، وتلتزم بالاستمرار في عملها مستندة على تجارب عظيمة للمجتمع المدني السوداني وعلى الدستور السوداني والشرعية الدولية اللذان يكفلان حق التعبير والتنظيم والتجمع.
منظمات الرعاية في الشيخوخة بالسودان تسعى الى بلورة مفهوم مشترك وواضح للتنمية البشرية والتنمية المستدامة وبلورة رؤية مشتركة وجديدة حول فئة المسنين وايضا تنمية المهارات وبناء القدرات والتدريب و بناء مجتمع مدني، وإيجاد فضاءات تقوم على اساس تحالف واعي وأهداف واضحة ورؤية شاملة للتنميةودور محوري للمنظمات التي ترعى المسنين .
التشبيك بين الجمعيات الأهلية الراعية للمسنين والمنظمات غير الحكومية هو وسيلة ناجعة لتبادل المعرفة والمعلومات حولالاحتياجات والحلول والخبرات الفضلى والمنافع والمساهمة في نشرها وتداولها.
التشبيك وسيلة لتقوية المنظمات غير الحكومية من خلال توحيد الخطاب وزيادة التأثير في المفاوضات والضغط. ويساهم التشبيك كذلك في تعزيز الأداء الديمقراطي وتفعيل الدور التنموي للمنظمات الراعية للمسنين .
يشكل التشبيك أداة لتقوية المنظمات غير الحكومية في سعيها نحو استقلالية قرارها في مواجهة نزعة الحكومةللهيمنة عليها .
هناك عدة اشكال للتشبيك مثل الاتحادات المحلية والقطرية , المظلة و الشبكات .ايضا يوجد شكل آخر من الأطر التنسيقية التي اخذت بالانتشار مؤخراً، وخاصة في البلدان الأوروبية، وهي المنابر والمنتديات
التي تضم معظم المنظمات الأهلية على المستوى الوطني. ويمكن اعتبار المنبر صيغة تنظيمية شديدة المرونة.
التخطيط الاستراتيجي لمنظمات المسنين هو أحد المهارات الأساسية للقيادة وهو عبارة عن خارطة ترشدإلى الطريق الصحيح بين نقطتين، أولها أين أنت الآن ، والأخرى أين ترغب أن تكون في المستقبل وكيف يمكنك أن تحقق ذلك.كما أنه أحد أهم العناصر الأساسية وأولها اللازمة لنجاح الإدارة في أي منظمة أو مؤسسة.
يتطلب التخطيط الاستراتيجي قيام منظمات المسنين بوضع رؤية لما تحب أن ترى عليه نفسها في المستقبل بعيد المدى ويتم ذلك من خلال وضع خطة استراتيجية سنوية أو فصلية يتم تنفيذها على مراحل.
للارتقاء باوضاع المسنين بالسودان علينا القيام بالاتي::
• الترويج للتوعية بقضايا المسنين في المجتمع لتمثل هذه الثقافة وقيمها في حياتهم اليومية وفي علاقتهم بالمسنين .
• تدريب المواطنين عمليا علي مشاكل المسنين ، واكتسابهم خبرة هذه الممارسة من خلال النشاط اليومي الذي يقومون به في مختلف مجالات الحياة.
• خلق كليات علم السياسة والاجتماع
• التدريب في التنمية البشرية والتنمية المستدامة
• التعريف والتدريب و التوعية في برامج المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات
• ضرورة وضع ميثاق الأخلاق والسلوك والذي هومجموعة من القوانين والمبادئ التي تحدد السلوكيات المقبولة وغير المقبولة لمكونات المجتمع المدني
• الانتماء لعضوية المنظمات العالمية التي تحمل مبادئ المجتمع الدولي
• وضع برنامج واقعي لاستقطاب الاموال
• التنسيق والتشبيك مع جمعيات المجتمع المدني
• التوعية السياسية الاجتماعية الاقتصادية و البيئية
• وضع سياسات واستراتيجيات و خطط عمل للجمعيات ..
• التدريب في ادارة المنظمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى