مقالات
تأمُّلات كمال الهِدَيْ.. سِلِكْ والكلام العايب..!
- أرفع حاجب الدهشة حين أسمع كلاماً مثل الذي تفوه به وزير مجلس الوزراء خالد سِلِك.
- وسبب الدهشة أن الكلام العايب الذي أعنيه يصدر من رجل كنا نحسبه حتى أشهر
عديدة مضت من الثوار.
- لكن يبدو واضحاً أن الكثير جداً من قيادات قحت كانوا يضحكون على الشباب الثائر ويظهرون شيئاً بينما أضمروا أشياء أخرى.
- وإلا فما معنى أن يطرح سلك سؤالاً (كوزانياً) صرفاً مثل “لمن نعطي المفتاح، أم نضعه تحت السجاد ونذهب”؟!
- هو يعني مفتاح السلطة بالطبع، ولك أن تتخيل عزيزي الثائر، يا من تهتف ليل نهار متسائلاً “دم الشهيد بي كم ولا السؤال ممنوع”؟!
- وبدوري أجيبك أخي الثائر بأن دم الشهيد صار ثمنه أرخص من سعر التراب في وجود زعامات باعت القضية منذ استدراجها للثوار للقبول بشراكة غير متكافئة في وقت ارتجف فيه العسكر من جسارة وقوة مواكب الثلاثين من يونيو التي أعقبت مجزرة فض الاعتصام البشعة.
- السودانيون عندما ثاروا يا حضرة المستوزر وكنتم أنتم في قيادتهم إنما سعوا لتغيير واقع أليم ورغبة في استلام المفتاح من اللصوص والمفسدين والقتلة.
- وبما أن القتل مستمر حتى يومنا هذا، والفساد مستشرٍ فمن الطبيعي أن يطلب الناس منكم أن تتنازلوا عن مناصب لم تثبتوا جدارة بها لمن يريدون أن يخدموا الشعب والوطن حقيقة.
- الثائر الحقيقي يؤمن بالتغيير كضرورة حتمية ولا يجد غضاضة في التنازل عن سلطة أو منصب لمن هو أقدر منه على حمل الأمانة.
- أما مثل هذا الكلام العايب الذي تفوهت به يا سلك فهو يشبه إلى الحد البعيد لغة لحس الكوع وبعض خطرفات (الساقط) البشير وعصابته.
- (الكوزنة) سلوك يا سيد خالد وأراك تسترشد بالمفسدين مغتصبي السلطة والوطن الذين ثار ضدهم الشعب.
- ألم يكفك يا رجل كلامك (الخايب) حول المبادرة الإماراتية حتى تشنف آذاننا بمثل هذا السؤال (الكيزاني).!
- ففي ذلك التصريح المخجل تحدثت عن ثلاثة أطراف فيما يتصل بأرضنا المحتلة (الفشقة)، وحاولت تبرير فعل يستحيل تبريره، أعني وقفة أسامة داؤود خلف ولي عهد إمارة أبوظبي.
- قلت أنك (تفتكر) أن لأسامة علاقة طيبة بالرئيس الأثيوبي وأنك (تفتكر) أيضاً أن له علاقة بالقيادة الإماراتية ولذلك تواجد هناك للعب دور الوسيط!
- يبدو واضحاً أن منصبك الجديد أنساك أيام قريبة مضت وصرت (تفتكر) أن رؤوسنا تعلوها القنابير.
- فإن قبلنا (على مضض) بأثيوبيا المحتلة لأرضنا كطرف في نزاع، كيف تريد إقناعنا بعلاقة الإمارات كطرف في هذا الاحتلال الذي يسميه بعض (الهوانات) بالنزاع الحدودي!
- الإمارات تقدمت بمبادرة ملغومة لا تفوت أهدافها منها على طفل غض الاهاب في سودان الثورة (المغتصبة)، ثم كيف يحتاج صاحب المبادرة لوسيط!
- لكي نقتنع بمثل هذا الكلام (الساي) يُفترض أن نلغي عقولنا بالكامل ونجلس أمامكم مثل شفع الروضة.
- لكن بصراحة إخوتي لا يفترض أن نغضب كثيراً من مثل هذا الكلام المخزي طالما أننا نحفزهم عليه بإنصرافيتنا المُحيرة في مثل هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.
- فحين نتابع كمية الهزل و(المكاواة) المنتشرة في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي يلفنا الحزن على حالنا المائل.
- لا هم لبعضنا هذه الأيام سوى عقد المقارنات بين الإستقبال الذي حظي به رئيس الوزراء دكتور حمدوك في باريس وما وجده رئيس مجلس السيادة البرهان.
- من يطالع هذا (الهباب) يظن أن الحديث عن بلد غير هذا السودان الذي تفتك فيه الآلة العسكرية بالثوار كل عيد دون أن نرى موقفاً جاداً من شركاء العسكر المدنيين.
- ويفوت على المتباهين بإستقبال حمدوك أن أنظمة هذه البلدان وأجهزتهم الرقابية تفرض عليهم ذلك، لكن ليس مستبعداً أن يكونوا أقرب للعسكر في الأمور التي تجري تحت الطاولات.
- وفي واحد من مظاهر سطحية المستنيرين تنتشر رسائل الإحتفاء بمؤتمر باريس، وبالدور العظيم (المفترض) للدكتور حمدوك.
- بات أمر المثقف السوداني مربكاً للغاية وصرنا كالقطعان تماماً نهتف ملء الحناجر ونطلق عبارات الشكر بين الفينة والأخرى ونشيد بمواقف بطولية لرئيس الوزراء لا توجد إلا في مخيلة بعض الحالمين.
- وعلى من يتوقعون الخير الوفير من مؤتمر باريس أن يسألوا عن الأثر الذي خلفته مناسبات وجولات (تسول) سابقة قامت بها هذه الحكومة على واقعنا الاقتصادي المأزوم.
- يخاطب حمدوك الأمم المتحدة فنهلل لسياسة الانفتاح على العالم الخارجي دون أن نسأل بعد ذلك عن النتائج الإيجابية الملموسة.
- نتناول بحماس منقطع النظير لموضوع التحويلات لبنك السودان دون أن نسأل بعد ذلك عن النتائج.
- تنشط حملة جنيه حمدوك ويتحمس لها الناس دون أن نرى لها أثراً.
- يزور رئيس الحكومة هذه الدولة أو تلك ثم يُعلن عن منح وقروض سخية دون أن تتوفر السلع الأساسية أَو يتوقف الارتفاع الجنوني في الأسعار.
- ما لا يريد أن يفهمه بعض المستنيرين السودانيين أن عالم اليوم يخلوا ممن يمكن أن يقدموا مساعدات مجانية من أجل سواد عيون حمدوك أو غيره.
- وما من بلد سعى لتدويل مشاكله إلا وازدادت أزماته حدة.
- فمتى يدرك الشعب الثائر بلاغة المثل (ما حك جلدك مثل ظفرك) ليبدأ في مساءلة حمدوك وبقية مسئولي الحكومة على اصرارهم المستمر على اهمال الداخل وتجاهل ثرواتنا الهائلة وانتظار الحلول من الآخرين..!