د.رجاء شوكت تكتب .. (برنامج ثمرات .. الممكن والمستحيل)
في خطاب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عشية أمس تحدث عن البرامج والاجراءات المصاحبة للمشروع الاقتصادي الجديد في رفع الدعم ، وقال حمدوك انهم وفروا نحو (880) مليون دولار لهذا البرنامج ، ولكنه لم يغط أكثر من 15% تقريباً ، بسبب إشكالية في قاعدة البيانات ، ودعا حمدوك المواطنين بالاسراع للتسجيل في هذا البرنامج ، اذا افترضنا جدلاً أن هذا البرنامج قد يساند الاسر في مواجهة موجات الغلاء الناجمة من رفع الدعم عن السلع ، سنجد أنه من الصعوبة أن تتمكن الدولة الوصول الى العدد الذي ذكره د.حمدوك وهو تقريبا نحو 45% من جملة سكان السودان ، فالشاهد أن 60% من مناطق السودان لا تعرف لهذا البرنامج شيئا ليس لضعف اعلامه ، بل لعدم وجود وسائل اعلام في تلك المنطقة اساساً ، الا الاذاعة وربما في بعضها لا تصلها موجات الاذاعات المحلية والقومية ، وثانيا ان هذا البرنامج يعتمد على الدفع عبر البطاقة الالكترونية ، فلا يمكن أن يتم انفاذ البرنامج في منطقة لا تتمتع بخدمة الانترنت ولا المصارف والصرافات الآلية الهم الا اذا كانت هناك وسائل اخرى لوصول هذا الدعم لسكان تلك المناطق .
شخصياً اتساءل هل وضعت الحكومة تدابير اخرى للوصول لسكان المناطق التي تقع خارج شبكة الانترنت والكهرباء والخدمة المصرفية أم لا ..؟ واذا كانت الاجابة لا كيف يمكن الوصول الى أولئك .
وتحدث د.حمدوك عن الجمعيات التعاونية وبرنامج سلعتي ، اعتقد ان حمدوك يظن ان سكان السودان كلهم يقطنون في الخرطوم والمدن الكبيرة ، هل يعلم د.حمدوك أن برنامج سلعتي لم يسمع به أكثر من 80% من سكان السودان الذين يعيشون تحت خط الفقر ويتأثرون بالاجراءات الإقتصادية الاخيرة أكثر من سكان المدن الكبيرة والعاصمة القومية ، لشح مداخليهم .
كنا ننتظر من حمدوك الاجابة على تساؤلات الشارع السوداني عن الاجراءات الامنية في كبح لجام السوق والخدمات، ولكن كان خطابه سياسي من الدرجة الأولى ، ولم يتطرق الا لإجراءات وترتيبات بعيدة المدى .
اظن أن 90% من المواطنين السودانيين كانوا ينتظرون خطاباً مطمئناُ أكثر من خطاب التخويف والفزاعة الذي درجوا على سماعه طوال العقود الماضية ، .. الحق يقال ان حمدوك لم يوعد الشعب بانهاء معاناته في ليلة وضحاها ولكن كان ينبغي أن ان يكشف الاسباب التي عطلت مسيرة الاصلاح دون مواربة …