كيفية السيطرة على الشعوب !
فضل الله إسماعيل شجر
حق الإنسان في امتلاك عقله الذي وهبه إياه خالقه ليفكر به كما يشاء، وليس كما يريده الآخرين، أو يريد له الآخرين، له حق أن يعيش حراً و طليقاً في كل اوجه الحياة. لا يجب ان يكون الإنسان معمل أو حقل تجارب لساسة ، ما أود حديث عنه هو عندما يري الساسة قوة إرادة شعوبهم الذي لا يستطيع تخطيه دائما يلجؤون لاستراتيجيات لسيطرة علي شعوبهم سوف اتحدث عن تلك الاستراتيجيات لأن ما يحدث الآن في السودان في سياسة افتعال و خلق أزمات لسيطرة هلي الشعب الذي عاني أمرين منذ ميلاد هذا الدولة بسبب سياسات هولاء الذين حكموا السودان .
تحدَّث المُفَكِّر الأمريكي ناعوم تشومسكي عن عشرة استراتيجيات تَبَنَّاها واعتمدها أصحاب النُّفوذ العالمي من ساسَة ورأسماليين منذ عام 1979 في وثيقة سرية تم اكتشافها صُدْفة عام 1986 بعنوان (الأسلحة الصامِتة لِخَوْض حرب هادِئَة)، وهو دليل للسيطرة على عقول ومُقَدَّرات وأموال الشعوب، وبالتالي توجيه سُلوكهم والسيطرة على أفعالهم،
1- إلهاء الشعوب وإغراقهم بالكثير من وسائل الترفيه لتحويل أنظار الرأي العام عن الخوض ومتابعة القضايا السياسية أو الاقتصادية اي قضايا بتخص الشعب وتوجيههم الي قضايا انصرافية عبر إعلان تتبع لهم مهمتهم تضليل الشعب وده بالنسبة لدول شبه مستقرة.
2- اختلاق الأزمات وفي نفس الوقت تقديم الحلول المَدْروسة لها مسبقًا وذلك لإظهار ما يدور في فكر الشعوب وأخذ ما يمكن من حقوقهم للسيطرة عليهم ونهب البلاد. مثلاً… كافْتِعال أزمة اقتصادية تؤثر على الشعوب وتدمي ما لديه من حياة كريمة، ومن ثم يتم تقديم حلول وترويجها ومقارنتها بواقع مرير أمر من الواقع في حالة عدم قبول تلك الحلول وهنا ما علي الشعب حتي يقبل الشعب بالواقع الذي رسمه له الساسة ويتحول الشعب من انسان مفكر ومسيطر علي الواقع الي انسان يفكر في قوت يوم يكفيه هو وعائلته، وأيضاً السماح بانتشار العنف حتى تكون اليد الطولى للأمن على أنهم يطبقون الأمن وتقديم الأمان للشعب، وذلك لكي يحدوا من حرية الشعوب وزج غيرهم في السجون لمن هم دائمي الاعتراض والانتقادات للحكومة وحاكمها بعد اتهامهم بمفتعلي الشغب احداث الجنينة و وصف اللايفاتية بانهم اصحاب الفتن كمثال.
3- من الخطط الاستراتيجية التي تستخدمها الحكومات للسيطرة على الشعوب بطريقة لا يمكن للشعب أن يقاومها ولا يرفضها هي استراتيجية التَّدرُّج، وهو بأن يتم التخطيط لتغيير شعب في مدة ليس بالقصيرة سنين الإنقاذ مثال علي سيطرة الشعب باسم الدين أو بأن الدولة مهددة من الخارج عبر وكلائهم بالداخل، يتم فيها تغيير الظروف الاجتماعية والاقتصادية حسب حجم الولاء أو حجم التخلف حتى يتم السيطرة على الشعوب وكأنهم في حالة من التنويم المغناطيسي.
4- لتمرير قرار ما.. لا يحظى بالقبول من قبل الشعب، يتم طرحه على أنه في حالة قبوله وتنفيذه فيه مصلحة للشعب في المستقبل ولكنه سيكون قرار مؤلم للجميع وهذا ما يُصِوِّروه للشعب ولكن هو فعلياً ليس لا من مصلحة الدولة ولا الشعب، وبالتالي الشعب لا تُقابل ولا تُواجه الحكومة مواجهة مباشرة هي ليست مستعدة لها في الوقت الحاضر. ولكن مع مرور الوقت سوف تَتَعَوَّد الشعوب على تَقَبُّل هذا القرار الذي سيأتي لا محالة، لِيَسْتَقْبلوه المسئول بِصَدْرٍ رَحِب، ويكون أثر الوَقْع عليه مستقبلاً أقل تأثيراً وأكثر ضرراً مثال على قبول بالوثيقة الدستورية الذي كتبت بواسطة قحت دون أن يدرك ما يحتويه هذا الوثيقة.
5- عندما يكون هناك تَوجيه وفرض وإِمْلاءات من شخص ما إلى آخر، يشعر الآخر أنه قليل المعرفة وفي مستوى أَدْنى من مستواه، كأن الآخر يُشْعره بِضُعْفِه وقِلَّة حِيلَته. هكذا تبث الحكومات بإعلاناتها الموجهة للجمهور على أنها تريد مصلحة الجمهور الذي لا يعرف مصلحته وهم عنه جاهلون، فتُمَرِّر مخطَّطاتها الفاسدة على شعوبها حكومة الفترة الانتقالية (الاحزاب المصالح ) بفرض الدعم السريع واللجنة الأمنية لنظام كشريك في الثورة دون دمجه في القوات الشعب المسلحة وعليهم القبول به.
سوف اكمل باقي الاستراتيجيات السيطرة على الشعوب في المقال المقبل.
نلتقي أن كان لنا من العمر بقية