مقالات

محمد الشمباتي يكتب .. إضطراب طيف التوحد 1

إضطراب طيف التوحد من المصطلحات العامة لمجموعة من الإضطرابات المعقدة لنماء الدماغ ، وتتميز هذه الإضطرابات بخلل وظيفي وصعوبات في التفاعل الإجتماعي والتواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي والسلوكيات النمطية بدرجات متفاوتة . لاحقا تم دمج جميع هذه الإضطرابات في تشخيص شامل واحد بإسم (إضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorder ) كما أشار إليه الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات النفسية الإصدار الخامس (DSM-5) عام 2013 م .

وسابقا كان يتعرف عليه من خلال أنواع فرعية منها إضطراب طيف التوحد والإضطراب التحللي الطفولي وإضطراب النمو الشامل “الغير محدد” ومتلازمة أسبرغر حيث تم دمج جميع هذه الإضطرابات في (طيف التوحد) . وقبل ذلك أيضا أستخدم مصطلح التوحد التقليدي أو توحد كانر ( سمي علي أسم الطبيب النفسي الأول الذي وصف إضطراب طيف التوحد ) والمستخدم لوصف أشد أشكال هذا الإضطراب .

ويشير الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات النفسية (DSM-5) الحالي أن تشخيص  إضطراب  طيف التوحد يتطلب وجود خصائص نمائية وسلوكية تظهر قبل سن الثالثة ويظهر المصابون عجزا مستمرا في :

أ. صعوبات التواصل الإجتماعي والتفاعل الإجتماعي .

ب. السلوكيات النمطية .

وبعد هذه المقدمة التاريخية البسيطة لابد من شكر القائمين علي أمر هذه الإصدارة علي هذه الفرصة والتي من خلالها سأسعي وفي حلقات سبر غور هذا الإضطراب الشائك والمعقد ، والذي يمثل تحديا ماثلا أمام المختصين والعاملين في مجال الإعاقات وأسر أطفال طيف التوحد ، وهدفي وشعاري المبدئي  هو (أسر الأطفال المصابين) وحتي نافذتي التي أطل عليكم عبرها هي بإسم (الأسرة أولا) .

ومن خلال تجربتي العملية داخل وخارج السودان أعلم تماما خوف الوالدين عند الشك بأن أبنهم قد يكون مصابا بإضطراب طيف التوحد ، فتبدأ عندهم رحلة طويلة من الشك والعناء والبحث عن أجابات ، وقد يكون التشخيص هو الهدف الرئيس في البداية ، ومابين الشك والأمل في أن يثبت التقييم خلاف طيف التوحد . وبعد الحصول علي أجابة وأسم للغز وتحديد المشكلة ب ( طيف التوحد ) تختلط عندهم مشاعر الحزن والإرتياح وقد يشعرون بالإرتباك لكن الجيد أستطاعتهم الحديث عن المخاوف التي إنتباتهم . وأيا كان ما يشعرون بعد التشخيص يجب عليهم إدراك أنهم ليسوا وحدهم بل هناك الآلاف يشاركونهم هذه الرحلة وهناك بصيص من الأمل وأصبحت المساعدات ممكنة .

وسنلتقي قريبا للإجابة التالية على السؤال الذي يشغل بالهم بإذن الله وهو :

ماهو الطريق الآن فصاعدا !؟

يتبع …

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى