مقالات

لغز طول العمر ما قبل التاريخ

د. عزيزة

د. عزيزة سليمان علي

توصل علماء الأنثروبولوجيا في جامعة كاليفورنيا إلى أن البشر عاشوا في مرحلة بلوغ السن منذ 30000 سنة، وخلال العصر الحجري القديم وجدوا أن الناس في هذه المجتمعات الذين نجوا الطفولة عاشوا 30 إلى 35 سنة. بناة الاهرام المصرية على الرغم من توافر الرعاية الطبية للعمال حينذاك متوسط العمر40-45  سنة. يقصد بالمدى العمري هو متوسط العمر التي يمكن أن يحياها الإنسان. وتعد اليابان والسويد أصحاب أطول عمر مسجل بالوثائق في التاريخ الحديث حيث هناك من عاش 120 سنة.

إذن يمكننا القول بناءً على ما سبق أن الإنسان يمكنه أن يعيش حتى عمر 120 سنة. كان متوسط عمر الإنسان 30-35 سنة وهو المتوسط المعتمد لعمر الإنسان، بدليل أن النساء يبلغن سن الياس وإنقطاع الدورة الشهرية في هذا العمر لأن الاجيال السابقة كانوا يعيشون لهذا الحد من العمر وبما أن الإنسان الذكر والأنثى كانوا يموتون بهذا السن فلهذا السبب كان الذي يتعدى هذا السن كان يستمر بصحة غير جيدة ومهترئة وكانت سوء التغذية أهم ميزة تميز أجدادنا.

طول العمر عند الانبياء نوح، ادريس، هود وصالح الى اعمار طويلة المدى تتراوح من الاربعمائة الى الالف سنة كما جاءنا بالكتب المقدسة فمثلاً سيدنا نوح عاش 990 سنة. فقد كان الإنسان قديما يعد كل شروق وغروب عاما, أي أن اليوم الواحد عام كامل وهذا يعني أن نظام العد الشمسي قياسا بعدنا نحن لم يكن معروفاً وإن القصص المذكورة عن موسى وإلتقاءه بإمرأة تبكي على طفلها الذي مات وعمره500 عام فهذا الكلام يدحض مسألة حياة نوح التي استمرت 1000 عام.

هذه المعلومة متضاربة وإن نوح لم يعش ألف عام وهذا يعني أن هنالك خلل أو لغز ما ولا اظن من الكتب السماوية. ولو كان طول العمر صحيحا لارتفعت أعداد السكان منذ زمن بعيد. بدليل أن الديمغرافية السكانية بدأت تتغير بشكل أوضح بعد تحسن الاوضاع الصحية .بالإضافة الى ذلك كل الكائنات الحية كانت ستتضاعف عشرات المرات مما يسبب أخطاراً كبيرة. إذا هنالك لبس كبير بين نظام تحديد الأعمار ومتوسطها وبين نظامنا الحالي.

إن عمر الإنسان قد قل بوضوح بعد الطوفان، ولعل هذا بسبب تغيرات في البيئة والغلاف الجوي إلى جانب التصريح بأكل اللحوم. تمكن العلم الان من الاقتراب من تحقيق الخلود أي طول العمر للإنسان عن طريق دمج طريقة التحسين الوراثي للكروموسوم ودواء لكبح ما يسمى التلومير وهو كود الساعة التي لامرد لها. والتلومير هو امتدادات في نهاية الكروموسومات والتي تصبح اقصر فأقصر في كل مرة تتعرض فيها الخلية للانقسام. عندما يصل الطول الى النقطة الحرجة ينتهي الوقت الوراثي للكائن ويصبح الموت لا مفر منه. غير ان الخلايا قادرة على بناء انزيم تيلوميرز فيقوم بإعادة بناء منطقة التيلومير على الكروموسوم وبذلك يكبح عملية
الشيخوخة ويطيل العمر.

ويبدو ان طول العمر ان كان دلك عند الاوائل كان بسبب التيلوميرز وهو الانزيم الذي يكبح عملية التغيير التنكسي الذي يحدث بالتيلومير ويجعل الخلية تعيد نفسها بلا نهاية. لذا أطلق العلماء على إنزيم «تيلوميريز». اسم الإنزيم المعجزة أو إكسير الحياة الخالدة أو إنزيم الخلود. وفي نفس الوقت تمتلك الخلية البشرية ماكينة كيميائية – حيوية أخرى للتعويض والترميم تعتمد على إنزيم «تيلوميريز » المسؤول عن ترميم الأطراف المتآكلة للكروموسومات من أجل إطالة عمر الخلية وتأخير ظهور الشيخوخة المبرمجة. إذا فرضنا جدلاً ان البشر عاشوا تلك السنين الطويلة ربما يكون الخلود أو طول العمر ناتج من هذه المعلومة العلمية والله اعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى