أعمدة رأي

د. رجاء شوكت .. تكتب .. تصحيح مسار .. أم محاولة لشق الصف

على طريقة (هلال _مريخ) وتجاذبات مشجعي كرة القدم و(حقي وحقك) ، تراشق مكوني الحكومة الانتقالية (العسكري والمدنية) عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة ، بدأ البرهان برمي الطابة بالهجوم على تغريدة عضو السيادي محمد الحسن الفكي التي دعت الجماهير للنزول إلى الشارع لحماية ثورتهم من الانقلاب العسكري .
البرهان خطابه جاء مباشرا دون مواربة ، وحمل الشق المدني كل اخفاقات الفترة الانتقالية ،  وأخرج ما كانت تخبئه الغرف المغلقة من تشظي بين مكوني السلطة الانتقالية والخلافات العميقة بينهما  ، واعقب ذلك قرار  سحب الحراسات من القوات المشتركة على مباني لجنة إزالة التمكين ، وتصريحات حميدتي نائب البرهان في السيادي الذي رد على دعوات قوى الثورة  الثوار  للخروج إلى الشارع بعبارته (اذا كان عندكم شارع .. نحن برضو عندنا شارع) .
ما يقرأ بين تفاصيل ما يحدث في المشهد السوداني هو أن المكون العسكري يبحث عن شريك اخر جديد ، وهو ما يؤكده الحديث المكرر لكل قادة المكون العسكري البرهان وحميدتي والكباشي حتى قادة الاحتجاجات القبلية على رأسهم ترك الذي اشترط  إستقالة كل العناصر المدنية (قحت) من السلطة الانتقالية بما فيهم حمدوك ، لازالة المتاريس وانهاء التصعيد ، وكان البرهان تحدث عن سيطرة قوى معينة على السلطة ، ودعا إلى توسيع مشاركة كل القوى السياسية تحت مظلة جديدة غير مكون قحت القديم ، الأمر الذي استقبله الثوار بالرفض وخرجوا في الثلاثين من الشهر الماضي في مواكب داعية لإنهاء الوجود العسكري من المشهد السياسي ، وتصاعد خطاب جديد من قوى مدنية ساخطة على المكون المدني بتوسيع المظلة بل ذهبت اكثر من ذلك بإعلان وثيقة جديدة  لقحت جديد  وخلق حاضنة جديدة .
* المكون المدني يتحمل ما يحدث من حشد شعبي وسياسي ضده لاخفاقاته الكبيرة وتجاوزه لقوى الثورة الحقيقية في السلطة والخدمة المدنية، فضلا عن تجاهله لقضايا عديدة يعتقد الثوار أنها من أولويات الحكومة فالشاهد أن هذه القوى تكرر ما كانت تفعله سلطة الإسلاميين من تمكين سياسي وفي الخدمة المدنية ، فهذا الانحراف من مسار الثورة وشعاراتها ،  خصم من رصيد القوى المدنية الحاكمة كثيرا واضح ذلك جليا في ضعف الاستجابة من الشارع  لدعواتها لمواكب الثلاثين من سبتمبر .
نترقب ما يتمخض عن مؤتمر اليوم  .. فإما ذهبت قحت القديمة أما قوت شوكتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى