أعمدة رأي

د.رجاء شوكت .. تكتب .. شوكة في خاصرة السودان

تجرى لجان المقاومة بالخرطوم ومدن السودان الأخرى استعداداتها على قدم وساق لمواكب في شهر ديسمبر الجاري ، ويبدو من حديث الشارع أن المواكب المرتقبة ربما تكون الأقوى والأكثر حضوراً بيد أن القوى السياسية الحذرة من أي تطورات ترمي بهم خارج المشهد السياسي تسابق الزمن لتفادي هذه التطورات بطرح مبادرات واعلانات سياسية قد تمتص ثورة الشباب وغضب الشارع من قرارات البرهان الموصوفة بالانقلاب وتقويض النظام الدستوري ، وبغض النظر عن الاعلان السياسي الذي تتحدث عنه بعض القوى هذه الأيام ، نريد أن نلقي بالنظر ما بين المشاهد ، وما قد تحمله الأيام القادمة حسب المعطيات المتاحة أمامنا .

المراقبون يتوقعون تراجع كبير من القوى العسكرية المسيطرة على المشهد السياسي بالاستمرار في السيطرة على مفاصل السلطة ، لعدة أسباب من بينها قرارات اللجنة السياسية بالكونغرس الامريكي بفرض عقوبات فردية على كل من يريد تقويض الوثيقة الدستورية وتعطيل المسار الديمقراطي ، وهؤلاء الأفراد بالطبع معروفين من بينهم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الذي بالفعل قام بتقويض الدستور في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي وسانده في ذلك قائد قوات الدعم السريع ونائب المجلس السيادي (حميدتي) ، وآخرين من بينهم (أعضاء المجلس العسكري المحلول بأمر الوثيقة الدستورية ، وربما أشخاص آخرين داخل المؤسسة العسكرية ).
لكن ثمة أسئلة تفرض نفسها بقوة وهي ” هل يرضى حميدتي بالأنزواء من المشهد السياسي وهو المعروف بطموحه الكبير في حكم السودان ولو بعد حين ..؟ ، غير ذلك حميدتي لديه مصالح إقتصادية كبيرة ووجوده في السلطة يوفر له النفوذ التي تمكنه من المحافظة على مصالحه الاقتصادية وبالتالي خروجه من السلطة يفقده هذه الميزة وربما قد يتعرض للمساءلة القانونية في العديد من القضايا التي يعتقد البعض بأنه متورط فيها ، بينما البرهان وبقية العسكريين ليس لديهم شئ يخشى عليه .
مجالس المدينة تتحدث عن مصير الدعم السريع ، الشوكة التي غرسها النظام السابق في خاصرة السودان
، هل يمكن تجاوزها في أي عملية سياسية قادمة ، أم قد تبقى حاضرة في المشهد السياسي للقوة العسكرية التي تمتلكها مع الامبراطورية المالية التي يتمتع بها قائدها حميدتي .
كثير من المراقبين الأمنيين يعربون عن قلقهم من استمرار الدعم السريع على هذا النحو دون دمجها في القوات المسلحة ، لجهة أنها قوة لا عقيدة لها وقوامها عشائرية وقبلية الامر الذي يمكن أن يحيل السودان الى بؤرة فوضى أمنية يصعب الخروج منها اذا لا قدر أجبرت على التراجع من وجودها من المشهد السياسي .

حفظ الله السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى