أعمدة رأي

*الاوضاع السكانية للمسنين*

أ. د. عزيزه سليمان علي

هناك قضايا عالمية وسودانية يعيشها المسنون تؤثر على أوضاعهم. ان كبار السن يكافحون من أجل أَن يسمع صوتهم.. هم ما زالوا يستثنون مِن الحوار والعمل لتحسين أوضاعهم . ونتيجة لذلك تتفاقم مشاكلهم و سوء أوضاعهم.
بالسودان لا توجد تشريعات تحمي حقوق المسنين فمن الضروري أَن تكون امنة ومنتجة بقدر الإمكان. عالميا هناك ثلاثة قوانين رئيسية وهي ,القانون إلانساني الدولي، قانون اللاجئين وقانون حقوقِ إلانسان الدولي و الذي يتضمن نصوص محددة في حماية الناس الأكبر سنا، واحتياجاتهم وحقوقهم في حالات الطوارئ . تعترف
الجهات القآنونية
بأن كل الناس لديهم بعض الحقوقِ الأساسية وأهمها الحق في عدم التمييز بسبب العمر. على أية حال العيوب في حماية الناس الأكبر سنا قد لا تنجم عن قلة التغطية الكافية تحت القانون الدولي بالأحرى، هناك قلة وعي للاحتياجات المعينة ومخاوف الناس الأكبر سنا، وقلة الإلتزامِ والإحترامِ للقانون الدولي، خصوصا الأطراف المشاركة في النزاع .
بالرغم من.
الحروب والقوى العسكرية تهدد أوضاع المسنين بالسودان حيث تعد الحروب الأهلية المستمرة في مناطق متعددة بالسودان السبب الرئيس للكثير من المصائب الخطيرة بالنسبة للإنسانية والضحايا لهذه الصراعات هم الأبرياء. وحتى إن كانت الدولة لا تعاني من الحروب فإن القوى العسكرية الكبيرة واستهلاكها تدمر المصادر المنتجة للطعام وتلحق الضرر أيضاً بالتعليم والرعاية الصحية. الدول النامية تنفق مليارات الدولارات في السنة على القوى العسكرية مع العلم أن ربع هذا المبلغ يمكن أن يفي باحتياجات الرعاية الصحية الأولية لكل المواطنين، وأن يقلل من نسبة الأمية عند الكبار.
ايضا من اهم القضايا التي تؤثر على المسنين هي قضية الأمن الغذائي على المسنين التي تشكل مشكلة ضخمة المخاطر رغم تصاعد نسبة الرفاه في العالم. و الشيوخ هم ضحايا هذا النظام العالمي الجديد الذي يزعم بدفاعه عن الحريات والمساواة والعدل بين الشعوب . هناك الكثيرون يعانون من سوء التغذية و موجات حادة من المجاعات. ويرجع ذلك إلى الديون و تهالك الاقتصاد والنمو المتصاعد للسكان و التغيرات البيئية السيئة والحروب .
الغذاء في السودان يكفي لتغطية احتياجات السكان لكن مازالت نسبة تزايد سوء وقلة التغذية في نمو مستمر بسبب الحروب الأهلية واختفاء المراعي وتزايد سكان المدن الفقراء. المسنون في السودان يعانون من نقص الحديد وسوء التغذية المتمثل في نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية ، ويتعرضون إلى انخفاض القدرة على مقاومة الأمراض والضعف الذهني.
وعلاوة على ذلك، فإن تلوث الأغذية بالعناصر الجرثومية، والمعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية يشكل عائقا أمام تحسين التغذية في كل بلاد العالم , بالأمراض التي تحملها الأغذية من الأمور الشائعة في الكثير من البلدان، والشيوخ هم الضحايا عادة حيث يتعرضون إلى نقص الوزن والهزال. .
في التخطيط وتطبيق السياسات المختلفة السكانية للمسنين يجب أن تؤخذ تلك المؤشرات بنظر الإعتبار.في الدراسات والمسوحات والإحصاءات المختلفة تساعد في التخطيط والتطبيق والتدقيق في أداء الدولة و المجتمع.

*أ. د. عزيزه سليمان علي
أخصائي الطب الباطني القلب و طب الشيخوخه*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى