مقالات

السودان والمشروع الوطني المفقود ..!

د. شاهيناز جمال محمد علي[*]

د. شاهيناز

آن الأوان في هذا المنعطف التاريخي أن تتقدم وتنتظم قوي اجتماعية جديدة، بحيث تحتل كل الفضاءات السياسية.. قوي ثورية تعبر عن متطلبات الثورة وعندها موقفها الواضح من الانتقال بشكله هذا.. بعد أن عجز الفاعلين في الحكومة من موقعهم السلطوي في إحداث أي تغيير أو تحول ديمقراطي، فلتتنادي قوي الثورة الحية المدنية، القِوَى ذات المواقف الواضحة والصارمة مدفوعة بمسئوليتها التاريخية والأخلاقية، ذات موقف واضح من تدخل المؤسسات العسكرية في الشأن المدني لتضغط في وجود جيش موحد بعقيدة قتالية جديدة، مكانه داخل أسوار مؤسساته، الجيش الذي يجب أن يعود لثكناته ويباشر دوره في حماية الوطن من استعمار أراضيه وممتلكات الوطن.

ومن الأهمية الإجابة على: من الذي يحدد مصير السودان الآن؟؟

سؤال الموقف من المحاور، وتدخلات القِوَى الإقليمية في الشأن السوداني!

الدعوة والضغط من أجل سياسات خارجية منطلقة من صميم وعينا الوطني ومواقفنا الوطنية. الوعي السوداني والإرادة الوطنية الخالصة، وفقاً لمعاييرنا الوطنية الخاصة بنا.

يكفينا بعد الفعل الديمقراطي، إنجاح الانتقال الذي يتطلب عقلية وطنية مسئولة، ومشروع وطني يعبر عن كتلة الثائرات والثوار والقوى الديمقراطية.. لا يستقيم أي مشروع وطني دون وعي وطني.. نحن نحتاج لاستنهاض العقول السودانية الخالصة.. كمنصة تأسيس لثورة ديسمبر المجيدة، تستوعبنا جميعاً، بما في ذلك الجالسين على الرصيف..!

يجب وبمنتهى المسئولية استيعابنا جميعاً في تيار ثوري منفتح على الخريطة، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، في مواجهة العبث السياسي الماثل، والصراع حول السلطة من جهة، وحالة السيولة السياسية التي يحياها الثوار والثائرات من جهةٍ ثانية.

بالضرورة أن يتحدث أي فرد أو مؤسسة عن مشروع وطني، الجميع متبني الفكرة، من غير أي محاولة لتعريفه. كل الأسباب الأساسية لتعثر الأنظمة الديمقراطية التي عرفها تاريخ السودان.. نحن الآن نحياها تماماً، والسؤال إلى متى؟؟ إنه السؤال الذي يحتاج لإجابة شافية، جامعة مانعة: ماهية المشروع الوطني؟؟

لابد من اصطفاف القِوَى المدنية.. نقابات، لجان مقاومة، منظمات مجتمع مدني، مثقفين، أجسام مهنية في ماعونٍ يستوعب قوي الثورة الحية.. مشروع وطني يعبر عن قوميات وبيئات وثقافات السودان المختلفة، مرايا للسودانيين كلهم، بمختلف الأشكال التعبيرية من فنون وآداب، يستنهض عقل سوداني بأسس ومعايير وطنية ثورية تشبه عمق ثورة ديسمبر المجيدة.

ويبقى السؤال الجوهري هل بإمكان السودانيين والسودانيات تأسيس مشروع وطني عريض وبناء كتلة ثورية بهذه الملامح؟!

[*] اختصاصي مختبرات طبية، عضو لجنة تنسيق المختبرات الطبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى