أعمدة رأي

——————————– الحصة (تفاوض) ..؟! ——————-

بقلم : محمد جمعة ..
– والتفاوض يمكن أن يعرف بصورة عامة بأنه : (مجمل الجهود التى تبذلها عدة أطراف للوصول الى توافق ما حول قضايا معينة) ..
– والوسطاء فى المفاوضات دائما ما يمثلون أشخاص او جهات ذوى علاقة بالأطراف المتفاوضة .. ويشترط فى الوسيط أن يكون موضع ثقة وإحترام من قبل أطراف العملية التفاوضية .. والتى لا تتأتى إلا بحيادية و(عدالة) الوسيط عند طرح القضايا الخلافية ووضع مقترحات الحلول لها ..
– والمفاوض (الناجح) دائما ما يدخل للعملية التفاوضية بأهداف تكتيكية (منظوره) .. وأهداف إستراتيجية غالبا ما تكون (غير منظورة) ..
– وأنجح المفاوضين هو الذى يفاوض دائما من (موقع قوة) .. ويسعى لصناعة ذلك (الموقع القوى) فى حال عدم توفره .. وذلك قبل الشروع فى عملية التفاوض ..
– وبالنظر للمفاوضات الجارية الآن بين قحت وعسكرها .. نجد أنها مفاوضات (عرجاء) لإنها تنطلق من نقاط خلافية فى الأصل وذلك حين تتحدث قحت عن عدم رغبتها فى مشاركة العسكريين للسلطة فى متبقى الفترة الإنتقالية بينما تجالسهم (سرا وجهرا) .. وهو ما ينسف بالطبع الدور التفاوضى للطرف الثانى (العسكر) .. ويضع الوسطاء (الآلية الثلاثية + الأمريكان + السعودية) فى موقف حرج جدا .. 👌
– وفى تقديرى أن قحت حينما تتحدث عن عدم رغبتها فى مشاركة العسكر فى متبقى الفترة الإنتقالية إنما تستغل الأمر (كهدف تكتيكي) تسعى من خلاله لتحقيق (الهدف الإستراتيجي) لها وهو إقصاء قحت (٢) عن المشهد السياسي القيادى بالبلاد .. وضمان عدم إحتضان الكوادر الاسلامية للعسكر فى مواجهة قحت ..والتفرد بالحكم من جديد مناصفة مع العسكر بالصورة التى كانت عليها قبل (٢٥) أكتوبر ..👌
– وأي مفاوض ناجح يجب أن تكون لديه (استراتيجية للتفاوض) تهدف للوصول الى اهدافه الإستراتيجية من خلال اهدافه التكتيكية .. مع ضرورة مراعاة (الانحرافات المتوقعة) فى مسار خطته ..
– وفى تقديرى أن (لجان المقاومة + تجمع المهنيين) يشكلان الآن اهم الانحرافات المتوقعة لخطة قحت الإستراتيجية الرامية الى العودة لمقود السلطة من جديد ..
– كما أن أي خطة إستراتيجية لا تتوقع (الآثار الجانبية) لتحقيق أهدافها تعتبر خطة فاشلة ..👌
– والآثار الجانبية لخطة قحت تتمثل أخطرها من منظور إستراتيجى فى : (ردة فعل الحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا تجاه الاتفاق المتوقع + ردة فعل الجبهة الثورية + ردة فعل الاسلاميين فى حال معاودة عمل لجنة التمكين بذات الالية السابقة ومصادرة اموالهم وطردهم من جديد من الوظائف بمعزل عن القانون + ردة فعل الشارع نفسه على عودة اتفاق قحت مع العسكر) .. وهي آثار لا تبدو من ضخامتها المتوقعة انها ستكون (جانبية) ..
– واخيرا فإن انجح المخططين الإستراتيجيين هو ذلك الذى يقرأ المناخ العام جيدا من حوله .. ويتوقع خطوات الخصوم والوسطاء ومن يقف خلفهم بصورة جيدة قبل الدخول الى غرف التفاوض ..
– وعملية الدخول والخروج من غرفة التفاوض تظل كما (الدخول للحمام) لا تشبه رحلة الذهاب فيها رحلة الإياب بأي حال من الأحوال ..😉
#إنت_فهمتنى ؟؟!!
– وأقول قولى هذا .. وأستغفر الله العظيم لى لى ولكم .. فإستغفروه .. ويا فوز المستغفرين ..
كسرة :
– و القاعدة العامة فى التفاوض لا تعترف بنجاح اي من اطراف التفاوض فى تحقيق اهدافه الاستراتيجية بنسبة ١٠٠% .. وإنما تعتبر أن نجاح مجمل العملية التفاوضية لا يتم إلا بتقديم (التنازلات) من قبل الاطراف المتفاوضة ..👌
كسرة ثانية :
بريش :
– ولإن التفاوض هو لغة الأمم المتحضرة .. ولإننا نطمح أن نكون من مجمل تلك الأمم المتحضرة .. فإنه لا بديل للتفاوض .. إلا التفاوض ..
كسرة خاصة جدا جدا :
– وأتفاوض مع نفسي سرا وجهرا .. واضع اهدافي التكتيكية وأهدافى الاستراتيجية .. ساعيا للإستحواذ على ما تبقى من فترة عشقنا الإنتقالية .. بيد أنى اسقط كل القوانين والتخطيطات حين رؤيتى لك . فأسارع للإرتماء فى حضنك بحثا عن الدفء والأمان ..
#إستراتيجية_عاطفية🤗
———————————

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى